منتديات اورينا
منتديات اورينا
منتديات اورينا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اورينا

افضل منتدى عربي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الحضارة الامزيغية المصرية

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
SHAMS
المدير العام وصاحب المنتدى
المدير العام وصاحب المنتدى
SHAMS


دولتي سوريا
المدير العام وصاحب المنتدى
عدد المساهمات : 3298
ذكر الدلو
القرد
نقاط : 117485
التقييم : 33
رقم العضوية : ون
العمر : 32

الحضارة الامزيغية المصرية  Empty
مُساهمةموضوع: الحضارة الامزيغية المصرية    الحضارة الامزيغية المصرية  Empty22/9/2010, 12:30 am


الحضارة المصرية الأمازيغية(3)
الحضارة الامزيغية المصرية  Egypte_amazigh2
تحنـــــــــــو


بمواصلة الحديث عن أمازيغ التحنو Tehenu، متقصين ما جاء به المؤرخون وما تحمله الآثار والنقوش والرسوم الفرعونية مما يخص وجودهم في أرض مصر، يمكن القول أننا كلما تعمقنا في تاريخ هذه الأخيرة نقترب من رصد واستيعاب مدى التأثير والمساهمة والمشاركة الأمازيغية، حقيقة وليس خيالا، في بناء الحضارة المصرية القديمة. فرغم أن هذه المسألة لم تشاهد تصريحا كاملا من طرف كثير من الباحثين ولم يفردوا لها كتبا بالحجم الذي تستحق إلا أن ما تبعثر من أراء ووجهات النظر هنا وهناك يمكن جمعه وبلورته وغربلته وتقديمه إلى القارئ المصري والأمازيغي بشكل مبسط وواضح لكي يفهما ماذا حدث بالفعل بعيدا عن العجن الإيديولوجي الذي مُني به التاريخ، ليس في هذا المجال فحسب، بل في كل المجالات كما يعرف الجميع وحتى أصبح بإمكان الفئة المهيمنة سياسيا، في زمننا الراهن، أن تجعل من موارد تاريخها البشرية عناصر الهيمنة في غابر الأزمان حتى وإن لم تكن موجودة أصلا. لا شك أن الوجود والدور الأمازيغيين في أرض النيل قد اكتُفي بدراستهما في إطار دراسة التاريخ المصري المحض، في أغلب الأحيان، حيث كان يدرس بشكل ومضمون هامشيين ولا يُتطرق إلى الحديث عن أمازيغ التحنو أو التمحو أو اللييبو أو المشوش مثلا إلا في إطار دراسة التاريخ المصري حتى أننا نجد، لدى بعض المؤلفين، إغفالا كاملا للدور الأمازيغي في بناء الحضارة المصرية لدرجة أن بعضهم عندما يتحدث عن الأسرات الفرعونية، التي حكمت أرض النيل، يذكر الأسر المصرية والنوبية مرورا بما تيسر من عهد الهكسوس ثم يقفز قفزة الكنغر مباشرة إلى العهود اليونانية والرومانية الخ وقد أغفل أو تغافل عما يزيد عن قرنين ونصف من الحكم الأمازيغي المحض لمصر القديمة. هذا على مستوى العصر المتأخر (أواخر النصف الثاني من القرن العاشر قبل الميلاد) أما عصر ما قبل الأسرات وما زامنها فهو في طي الكتمان بالنسبة إلى المؤرخ الشرقي، على أننا في الحقيقة نجد كثيرا من المؤرخين الغربيين يشيرون إلى الدور الأمازيغي (الليبي) في مصر وإن كان ذلك بحاجة إلى التوسيع والتعميق والتوضيح أكثر. فمن غير المعقول أن نجد كل هذه الآثار وهذه الأخبار والرسوم للأمازيغ في أرض النيل دون أن نقول بأنهم قد اندمجوا وتغلغلوا في المجتمع المصري حتى أصبحوا جزء منه. هذا حتى وإن استبعدنا، للحظة، افتراض أن يكون المصريون القدامى أصلا من جنس ليبي (أمازيغي). على حد علمي المتواضع ليس هناك تشابه بين الفراعنة وغيرهم بحجم التشابه القائم بينهم وبين الأمازيغ. فمما لا شك فيه أن التشابه القائم بين المصريين والأمازيغ القدامى، في مختلف المظاهر، يثير علامة استفهام كبيرة تقتضي رجوعا جادا إلى دراسة جذور الحضارة النيلية قصد البحث الجاد عن المكان أو الأماكن الأصلية التي جاء منها الفراعنة الأوائل إلى أرض النيل. "ويرى بعض المؤرخين أن هناك بعض وجوه الشبه بين ملابس ملوك مصر وملابس شعب التحنو. ذلك لأن الفرعون كان يتزين بذيل الحيوان باعتباره من أمارات الملك، وخصلة الشعر عند التحنو تماثل الصل المقدس على جبين الفرعون ليحميه من شر أعدائه. وقد استند البعض إلى أوجه الشبه هذه للقول بأن المصريين يرجع أصلهم إلى الجنس الليبي، وأن الليبيين قد توافدوا على وادي النيل واستوطنوه بوصفهم صيادين ورعاة ثم تحولوا إلى حياة الزراعة فصاروا زراعا مستقرين" [1]. وكما نرى هناك من صرح بأن المصريين القدماء من أصل ليبي ونحن نعلم بأن الليبي هو الأمازيغي بالتحديد، فسواء كانت استنتاجات هؤلاء المؤرخين تقوم على أسس علمية بالمطلق أو لا فمما يستحيل نفيه هو العلاقة الوثيقة بين المصري والأمازيغي القديمين. وهي العلاقة التي يبدو في ظلها أنه من الصعب أحيانا الفصل فيما بين الأمازيغي والمصري. كما أن هذا الاحتكاك بين الشعبين قد تم داخل أرض النيل، أي بين أمازيغ مصر وباقي المصريين إن جاز التعبير. وينقل إلينا مصطفى كمال عبد العليم عن "بيتس" أن المؤرخ المصري "مانيتون" قد "تحدث عن ثورة قام بها الليبيون (الأمازيغ) في مصر في أوائل عهد الأسرة الثالثة ضد الملك (نفر كارع)، وأنه عندما زاد حجم القمر تشاءم الليبيون وألقوا أسلحتهم.[2] أعتقد أن الحديث عن الثورة هنا يختلف عن الحديث حول الحرب أو الغزو، لأن الثورة عادة تكون من الداخل ضد النظام ، ولهذا أرى أنه لا مانع من ضم هذا الكلام إلى ما سبق ذكره من أن الفراعنة الأوائل كانوا يحاربون تحنو (الأمازيغ) من أجل توحيد مصر كما نجد في استنتاج وتساؤل مصطفى كمال عبد العليم في إطار بثه في بعض الرسوم الفرعونية التي تشير إلى ذلك.

وبعد أن يتحدث طويلا عن تاريخ ليبيا القديم وعلاقة الأمازيغ بالمصريين القدماء يضيف مصطفى كمال قائلا: "وقد سبق أن لاحظنا أن الرجل من التحنو كان يتحل بذيل الحيوان، وذلك منذ عصر ما قبل الأسرات. وقد أسلفنا أن بعض فراعنة الدولة القديمة كانوا يتحلون أيضا بهذا الذيل باعتباره من أمارات الملك."[3] هذا يعني أننا وجدنا تشابها بين الفراعنة الأوائل والأمازيغ (التحنو) ووجدنا هناك إشارات إلى حروب قام بها الفراعنة الأوائل ضد الأمازيغ من أجل توحيد مصر (مما يشير إلى أنهم جزء من الشعب المصري) ووجدنا كذلك أن بعض المؤرخين يقولون بأن منطقة الفيوم كانت تقع ضمن بلاد الأمازيغ. كما وجدنا إشارات تدل على علاقة بين التحنو والأمراء المصريين القدماء ولذلك علاقة بما ورد في الرسوم والنقوش الفرعونية من الإشارات إلى حروب قام بها الفراعنة الأوائل ضد الأمازيغ الذي أشرنا إلى أن محاربتهم يحتمل أنها جاءت في إطار محاربة التيار الانفصالي من أجل توحيد مصر. هذا بغض النظر عن أراء المؤرخين الذين صرحوا، كما قلنا، بأن المصريين القدماء ينحدرون من أصول أمازيغية (ليبية). يضيف بيومي مهران قائلا: "وهكذا توجد أوجه شبه بين تحنو والمصريين، مما يشير إلى وجود علاقة وثيقة بين المصريين والتحنو من بعض الوجوه، غير أن هذا التشابه لا يصل إلى الملامح، إلا كما يرى "إدوارد ماير" فيما يذكر "هولشر"- بأن المصريين يرجع أصلهم إلى الجنس الليبي، وهم الذين وفدوا على وادي النيل في بادئ الأمر بوصفهم صيادين ورعاة ماشية، ثم أصبحوا فيما بعد زراعا."[4] أولا، لا نعرف ماذا يقصد بيومي مهران بالملامح فمن المعلوم أن الأمازيغ عامة لا يختلفون عن المصريين القدامى في ملامح الوجه.

ثانيا، يحاول أن يجعل كلام إدوارد ماير" استثناء حتى وإن جره ذلك إلى "هولشر" وغيره، والذين صرحوا (حسب الاستنتاجات التي توصلوا إليها من خلال أبحاثهم ) بأن المصريين القدماء من جنس أمازيغي (ليبي). وبعد أن يتناغم محمد بيومي مهران مع مراجعه الغربية وغيرها والتي يميل بعضها ويصرح البعض بأن المصريين القدامى من جنس ليبي (أمازيغي) يحاول أن ينفرد بتحليل شبه مضحك لعله يجعل التحنو مصريين إذ يقول: "بل إن هولشر يرى أننا يمكننا أن نقرر أن كلمة تحنو مصرية، ذلك لأن التحنو يختلفون عن الليبيين الذين يقطنون بجوارهم، فهم لا يتحلون بريشة ، شعار الليبيين المميز، وأن لهم صلة بالمصريين،- بعكس الأقوام الأخرى-كل ذلك يوحي بأن التحنو كانوا في الأصل مصريين وأنهم سكنوا الوجه البحري، ثم هاجروا منه في وقت ما نحو الغرب، وسكنوا إقليم تحنو الواقع على الحدود المصرية" [5] أكيد أن "هولشر" لا يتفق مع بيومي مهران في استنتاجه لهذا الاحتمال فذلك واضح من خلال ما ذكره مهران نفسه عن هولشر فيما سبقت الإشارة إليه. ولكن يبدو أن بيومي مهران أراد أن يجعل التحنو أبناء النيل أصلا ولم يهاجروا إليها من الغرب. وإذا كانت هذه الهجرة واردة لا محالة فهو يفضل أن يجعلها هجرة مصرية نحو ليبيا وليس العكس ! ولا ندري كيف يمكن لابن الدلتا أن يتخلى عن جنة النيل ويشد الرحال نحو الغرب ملقيا بنفسه ومصيره نحو المجهول. أما كون كلمة تحنو مصرية فهذا شيء جد طبيعي ولا يعني أن شعب التحنو أبناء النيل.

فمن الطبيعي أن يطلق عليهم المصريون، الذين سبقوهم أو لحقوا بهم إلى النيل، اسما من لغتهم، أقول هذا بغض النظر عن الخوض في التحليل اللغوي الذي يقتضي منا أن نأخذ الصلة القوية بين الأمازيغية والهيروغليفية بعين الاعتبار.

على كل حال لا شيء يدعم استنتاج بيومي مهران وليس هناك أي دليل ولا أية إشارة على أن التحنو هاجروا غربا بل إن هذا مجرد افتراض شخصي، لا بل مجرد كلام. وهو يقول بعد ذلك: "حقا إنه لم يصل إلينا حتى الآن أثر من بلاد الدلتا يحدثنا عن هذه السلالة من الناس، بيد أننا في الوقت نفسه لا نعد الأثرين الخاصين بالتحنو ، وهما أثرا الملك العقرب والملك نعرمر، مجرد صدفة، بل إنهما أقيما بمناسبة انتصار الملكين على التحنو، ذلك النصر الذي كان قبل توحيد الوجهين ويمكن القول أن أمير تحنو كان أميرا صغيرا بمثابة حاكم مقاطعة (حاتى عا) قد أصبح يطلق عليه أمير التحنو، وبمرور الزمن أصبح اللقب يطلق على هذه السلالة التي هجرت موطنها الأصلي"[6] أعتقد أن تحليل هذه النقطة يحتمل منحى مخالفا لما خلص إليه مهران في هذا الصدد. فما دمنا نجد تشابها بين فراعنة ما قبل الأسرات والتحنو من جهة، ونجد أن اسم "حاتيوعا" كان يطلق على التحنو والأمراء المصريين معا فمن الجائز أن نقول ربما كان حكام مصر ما قبل الأسرات من هؤلاء التحنو (الأمازيغ) ثم جاءت لحظة توحيد مصر وكان على الملك نعرمر وغيره أن يحارب هؤلاء الأمراء( الأمازيغ) من أجل توحيد البلاد، ومن الطبيعي أن الحرب من أجل توحيد البلاد لا تعني أن الملك نعرمر أو خلفه كان يحارب الغرباء عن مصر، بل إن الأمر يتعلق بحرب داخلية والغرض منها توحيد البلاد حتى وإن كان الملك نعرمر نفسه من التحنو فقد كان عليه أن يحارب غيرهم من أمراء التحنو. ثم إنني أعتقد أن مصر ما بعد التوحيد من الطبيعي أن تشاهد بعض التغييرات سواء في العادات والتقاليد أو في طقوس الدين وغير ذلك.

وهذا قد يفسر لنا بعض الفروق القائمة بين فراعنة ما قبل الأسرات وفراعنة ما بعدها. ثم لا ننسى بأن النقوش والرسوم لا ترسم بالضرورة التقاليد العامة لكل من هب ودب، بل إنها تركز على الطبقة الحاكمة أو الطبقة العليا في البلاد الخ. فإذا افترضنا بأن الزي الذي ظهر به التحنو في الآثار والرسوم المصرية يختلف عن آثار فراعنة ما بعد الأسرات فلنتذكر بأن توحيد مصر يقتضي الدخول في نوع من التجديد والتحديث. وأن ظهور "تحنو" ما بعد الأسرات بنفس المظاهر التي ظهروا بها في عصر ما قبل الأسرات (إن وجد ذلك) ربما يعني أنهم كانوا نخبة من الأمراء قبل ذلك، و بعد أن تم الانقلاب عليهم أو الثورة عليهم أو التخلص من حكمهم أصبحوا متميزين عن غيرهم. ما دام التحنو قد كشفت الدراسات عن حضورهم المبكر في مصر فربما كان على بعض المتعصبين أن يجعلوهم مصريين حتى وإن اقتضى ذلك افتراض الهجرة الأولى إلى الغرب (أراضي ليبيا) والهجرة الثانية وهي هجرة العودة إلى النيل. أعني ما دام هناك حضور واضح لأمازيغ التحنو في مصر بتقاليدهم الليبية الأمازيغية، كما رأينا، فيجب على البعض أن يفترض بأنهم مصريون في الأصل ولكنهم جاؤا إلى المجتمع الأمازيغي وأخذوا منه تقاليد الأمازيغ ثم عادوا بها إلى مصر ! لكن طبعا هذا التفسير من الصعب أن يدخل إلى العقل مادام قائما على الخيال المحض.

بعد ذلك يقول مهران: "وقد أحيط هؤلاء القوم الجدد في موطنهم الجديد بأقوام لهم ثقافة خاصة وبخاصة أنهم انفصلوا عن مصر وقد كانت لهم ثقافة راقية، ولكنهم أخذوا من ثقافة جيرانهم الجدد في موطنهم الجديد، ودليلنا وجود اسم غيرهم في نقوش "ساحورع" وهم قوم "وسا"، وعلى الرغم من هذا الاختلاط الجديد، فإنهم قد حافظوا على شخصيتهم وتقاليدهم وملابسهم الخاصة. وأما كيس عضو التناسل واستعمالهم له فيمكن أن يعزو إلى أصل ليبي لأنه كان مستعملا منذ الأزمنة السحيقة ويبقى استعماله، بينما هجر في مصر منذ وقت مبكر، ولم يستعمل إلا في الاحتفالات الدينية، فنشاهد "زوسر" يلبسه في حفل "شوط تقديم القربان"، كما نجد بعض الآلهة يلبسونه من وقت لآخر."[7] هذا برأيي يقوي الاعتقاد بأن ما نراه عند التحنو يعبر عن ثقافة ما قبل الأسرات. فها نحن نرى أن بعض تقاليدهم كانت موجودة في مصر منذ القدم حتى وإن كانت ليبية (أمازيغية) الأصل كما يقول المؤرخون، وربما حصل هناك نوع من القطيعة من طرف فراعنة التوحيد (مؤسسي الأسرة الأولى) فتخلوا عن بعض التقاليد التي ورثها التحنو ممن كان قبلهم بما في ذلك الآلهة كما نرى. ولما تنحى التحنو(الأمازيغ) عن الحكم تشبثوا بهذه التقاليد في حين تم تجاوزها نسبيا من طرف أصحاب المشروع الجديد (توحيد مصر والانتصار على الإمارات التحنوية إن جاز التعبير) أما كون التحنو أمازيغ فهذا لا شك فيه لأن الأدلة على ذلك قوية جدا ومؤكدة. وكما قلت سالفا رغم الطمس المطبق، الذي طال تاريخ الأمازيغ، إلا أننا نجد كثيرا من المؤرخين الغربيين يشيرون إلى الدور الأمازيغي (الليبي) في مصر، وإن كان ذلك بحاجة إلى التوسيع والتعميق والتوضيح أكثر،"فقد ذهب "وينرايت" إلى أن هناك عنصرا ليبيا سكن مصر، وكانت له مراكز قوية في "سايس" (ساو المصرية، و"صا الحجر" الحالية، على مبعدة7 كيلا شمال بسيون بمحافظة الغربية) ونقادة (بمحافظة قنا)، وأما دليله، فهو الريشتان، وهما علامة الزعيم الليبي، وكانتا توجدان في العصور التاريخية ضمن مقاطعات الصعيد في: نخن وطيبة (الأقصر) و"قفط" (على مبعدة 22 كيلا جنوبي قنا) و"دندرة" (على مبعدة 5 كيلا شمال غرب قنا، عبر النهر) و "ديسبوليس بارفا" (هو الحالية، على مبعدة 10 كيلا غربي البلينا، بمحافظة سوهاج) ثم أخميم20- في مقابل سوهاج، عبر النهر-. [8] وطبعا ليس وينرايت وحده من استدل بالريشتين اللتين كانتا تميزان الزعماء الأمازيغ، بل ذهب غيره أيضا هذا المذهب لأن هناك رسوما وآثارا تؤكد ذلك. ولعل من الأهمية بمكان أن هناك بعض اللوحات المصرية من عصر ما قبل الأسرات- حوالي منتصف الألف الرابعة قبل الميلاد، ربما تشير بوضوح أكثر إلى علاقات مصر بجيرانها الغربيين، ومن ذلك "سكين جبل العركي" (مركز فرشوط- بمحافظة قنا)، وقد صور الليبيون عليها بشعور طويلة، عراة إلا من حزام ستر العورة [9].

كما سنرى لاحقا فإن الأمر هنا لا يتعلق بالإشارات والكشف عن العلاقات الحضارية والثقافية والتقليدية بين البلدين، مصر وتمازغا (شمال أفريقيا) فحسب، كما نجد عند كثير من البلدان الأخرى المتاخم بعضها للبعض، بل يخص علاقات أصلية ضاربة الجذور في أعماق القدم، وهي تخص الشعوب التي سكنت وادي النيل بالضبط. يقول موسالامي A.H.S. EL-MOSALLAMY "استقر التحنو مبكرا جدا في مختلف مناطق الحدود المصرية وكانوا بناء على ذلك يشبهون المصريين في الملامح واللباس. وهذا التشابه قد دفع المؤرخين إلى الاعتقاد بأنهم من جنس واحد."[10] أكيد أن وجود أمازيغ التحنو في أرض مصر لم يقتصر على الحدود فحسب بل تغلغل إلى الداخل، كما سنرى فيما بعد، وأن حديث موسالامي هنا عن كونهم استقروا على مختلف مناطق الحدود المصرية لا يعني أنهم لم يتجاوزا هذه المناطق بل على العكس كما يقول موسالامي نفسه والذي سنذكر بعض الأمثلة من مذهبه في هذا الصدد بعد قليل. فيبدو أن هناك إشارات قوية إلى وجود مملكة أمازيغية في شمال الدلتا في زمن مبكر، ولعل ما نجد عليه التحنو من قوة النفوذ في المناطق الغربية الشمالية يتوافق مع هذا الطرح. يقول موسالامي في هذا الصدد: "منذ بداية المملكة الشمالية في أرض الدلتا والفرعون يحارب المهاجمين الليبيين. وهذه المملكة بلا شك أنها إما ذات مظاهر ليبية أو أن أصلها يرجع إلى ليبيا "[11] فكما قلت أن الأمازيغ قد تغلغلوا في أرض النيل منذ زمن مبكر يمكن مقارنته بزمن تواجد الفراعنة في مصر دون مبالغات !.

وللمزيد من التوكيد على أن الأمازيغ قد سيطروا على الفيوم وغيرها وأنهم لم يكتفوا بالاستقرار على التخوم، كما يحاول البعض أن يوهموا القارئ ربما، يقول موسالامي: "رغم أن كلمة تحنو لها دلالة عامة إلا أن التحنو قد احتلوا الواحات والفيوم منذ وقت مبكر. إن الرسوم الموجودة في معبد ساحورع تشير إلى أن الليبيين، حتى في عهد الأسرة الخامسة، وصلوا إلى جنوب ممفيس."[12] لنلاحظ، كخطوة أولى في هذه النقطة، بأن موسالامي ومراجعه التي ينطلق منها يفرقون بين معبد ساحورع والهرم الذي نجد في حديثه الأتي لاحقا بأنه منسوب إلى الملك"أونيس" وليس إلى "ساحورع" مع العلم أن هذا الأخير هو الملك الأول من الأسرة الخامسة بينما نجد الثاني آخر ملوك هذه الأسرة. ولكن، كما سنرى بعد قليل، أن محمد بيومي مهران يسند، أو من الذين أسندوا، هذا الهرم إلى الملك ساحورع. سأعود للحديث عن هذه النقطة لاحقا. وما أود قوله الآن أنه من الواضح أن الحديث عن كون الأمازيغ قد استقروا على الحدود المصرية لا يعني أنه لم يتغلغل أحد منهم في الداخل، كما قلت آنفا، هذا بالإضافة إلى أننا عندما نتحدث عن الحدود المصرية، في هذه العصور المبكرة، يجب أن ندرك بأن ذلك لا يعني الحديث عن الحدود الغربية الحالية لمصر في زمننا الراهن، فالأمر يتعلق بحدود الدلتا، في الواقع، أو ربما يتعلق بالضفة الغربية لوادي النيل في بعض الأحيان. على كل حال هذا الأمر يعرفه المؤرخون جيدا، وإنما أحاول أن أجعل بحثي مبسطا لينفتح على ذوي مستويات محدودة من المعرفة بالتاريخ عموما وعلاقة تمازغا بأرض النيل خصوصا. عندما نتطرق، فيما بعد، إلى الحديث عن قبيلة "التمحو" الأمازيغية، التي كان لها وجود في المناطق الجنوبية لمصر، سنجد هناك علاقة لما جاء في هذا الكلام، أي النفوذ والوجود الأمازيغيين في جنوب مصر أيضا وليس في الشمال الغربي أو الفيوم فحسب. كل هذه الأمور تقربنا نحو تقوية الكشف بأن الفراعنة الأوائل قد يكونون من أصول أمازيغية أو أن لهم دورا مهما ، على الأقل، في بناء الحضارة المصرية القديمة. وهناك إشارات أخرى، تصب بقوة في هذا الاتجاه، نجدها في الرسوم الفرعونية. نأخذ، على سبيل المثال، ما ذكره محمد بيومي مهران الذي قال "وهناك صلاية صيد الأسود"، وقد عثر عليها من ثلاث قطع، الواحدة بمتحف اللوفر، والأخريان بالمتحف البريطاني، وقد نقش على أحد وجهيها مجموعتان من الرجال، انتظموا في صفين على حافتيها العريضتين، وحملوا أسلحة مختلفة ومعروفة لدى المصريين من قبل، كالأقواس والحراب ذات الرأسين والعصا المعقوفة وحبال الصيد، وسلاح جديد منه البلط ذات الحدين والتروس البيضاوية، هذا وقد صور كل رجل من رجال الصلاية بشعر مستعار ولحية مستعارة، ونقبة نصفية خططت أو فصلت بما يشبه خطوط سعف النحل، وتدلى خلف ظهره ذيل ذئب أو ابن آوى، كما وضع كل رجل ريشة أو ريشتين فوق رأسه، باعتباره من رجال الحرب، وقد ظلت هذه الريشة بدورها، مما يميز صور الجنود في العلامات الهيروغليفية خلال العصور التاريخية"[13] لنتذكر بأن هذه المظاهر كان يتحلى بها الفراعنة الأوائل أيضا مع العلم أنها مظاهر أمازيغية سواء في سياق الحديث عند بيومي مهران أو في الواقع، أي أنه يتحدث عن عناصر أمازيغية كما جاءت في الآثار التي ذكرها. ولقد ذكرت آنفا بأن الريشتين تميزان الإنسان الليبي (الأمازيغي) عن غيره في ذلك الوقت على الأقل.

لنركز على ما سيأتي ذكره من عناصر التشابه القائم بين الفراعين، في عصور ما قبل الأسرات، وإمازيغن، خاصة قبيلة التحنو . يقول محمد بيومي مهران: " وقد لحظ بعض الباحثين (ماسبيرو-جاردنر) تصوير الأمراء الليبيين في المناظر المصرية التاريخية ببعض هذه المناظر، لا سيما الذقن المستعار والريشة، هذا فضلا عن ذيول متصلة بنقبهم القصيرة، وكانت الذيول ميزة خاصة بالفراعين أنفسهم، ولم تعرف لدى غيرهم، إلا في صور الليبيين المقهورين المرسومة على جدران تؤدي إلى معبد هرم "ساحورع" من ملوك الأسرة الخامسة، ولنفس هؤلاء الرؤساء الليبيين الذين يضعون قضبانهم داخل غمد، كذلك خصلة شعر غريبة صغيرة فوق مقدم رؤوسهم تذكرنا بالصل (الكوبرا) على جبهة فرعون، ومن ثم فقد تساءل "جاردنر" عما إذا كان ذلك يدل على أن ملوك الدلتا فيما قبل الأسرات كانوا ذوي صلة بليبيا، أم أن الأمراء الليبيين هم الذين قلدوا الحكام المصريين في مظاهر الرياسة التي تخيروها لأنفسهم "[14]. لنلاحظ ما ذكرته سالفا من أن بيومي مهران يتحدث عن هذا الهرم على أنه منسوب إلى الملك (الفرعون) ساحورع، بينما نجد موسالامي يفرق بين المعبد والهرم فينسب المعبد إلى ساحورع كما رأينا، ولكنه ينسب الهرم إلى اونيس، كما سنرى، وليس إلى ساحورع. قد يبدو الأمر بسيطا للقارئ، في الوهلة الأولى، ولكنه، في الواقع، ليس كذلك. لأن هذا الهرم إذا كان من تشييد اونيس فهذا يعني أنه هرم أمازيغي ببساطة ! لأننا سنجد لاحقا بأن موسالامي، على الأقل، يعتبر أونيس أمازيغيا حسب ما تقود إليه معلوماته وأراء المؤرخين الذين يقفون وراء وجهة نظره التاريخية. إذن فإن هذا تترتب عليه بعض التغيرات في بعض المفاهيم. ولعل بيومي مهران قد اختلط عليه أمر الجمع بين المعبد والهرم أو العكس.
سليم شمس
منقول

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حكم صالح
مشرف عام
مشرف عام
حكم صالح


دولتي سوريا
مقم من أدارة اورينا
عدد المساهمات : 687
ذكر السرطان
النمر
نقاط : 12200
التقييم : 23
العمر : 37
الموقع : www.orena.yoo7.com
المزاج : مزهزه

الحضارة الامزيغية المصرية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحضارة الامزيغية المصرية    الحضارة الامزيغية المصرية  Empty25/9/2010, 1:11 am

إه ياراجل كل دى في مصر القديمة ياه دي تحفلى فنية بغاية الروعة والجمال
وشكراً لك يا باشا ولك أفضل التمنيات بالنجاح والتوفيق
الحضارة الامزيغية المصرية  269450
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الحياة
*زهرة اورينا*
*زهرة اورينا*
زهرة الحياة


دولتي 1
مقدم من أدارة اورينا
عدد المساهمات : 2656
انثى الثور
الكلب
نقاط : 14899
التقييم : 21
العمر : 29

الحضارة الامزيغية المصرية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحضارة الامزيغية المصرية    الحضارة الامزيغية المصرية  Empty25/9/2010, 3:09 am

شكراااا انتظر المزيدالحضارة الامزيغية المصرية  2078
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ISMA3IL CENA
*بطل اورينا*
*بطل اورينا*
ISMA3IL CENA


دولتي سوريا
مقدم من أدارة اورينا
عدد المساهمات : 2032
ذكر الحمل
الكلب
نقاط : 14514
التقييم : 4
العمر : 30
الموقع : orena.yoo7.com
المزاج : GREAT

الحضارة الامزيغية المصرية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحضارة الامزيغية المصرية    الحضارة الامزيغية المصرية  Empty30/11/2010, 1:22 am


شكراً شمس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحضارة الامزيغية المصرية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قواعد اساسية في اللغ الامزيغية
» ترقبو اول الدروس والمعلومات العامة هنا عن اللغة الامزيغية
» بعض الاسماء الامزيغية 1
» جمال اللغة الامزيغية
» ادوات النفي في الامزيغية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اورينا  :: المنتديات التعليمية :: اللغات الاجنبية :: اللغة الامزيغية-
انتقل الى: