" بين خطيبين؟

انا محتارة واحس بالضياع فأنا فتاة موظفة وابلغ من العمر 28سنة وقد تقدم لخطبتي شابين كلاهما يتمتعان بالوسامة وحسن المظهر في نفس الفترة الشاب الأول يعمل في السلك العسكري ومستواه الإقتصادي اقل من مستواي الإقتصادي

وكذلك مؤهله الدراسي الثانوي وانا جامعية يتميز هو واهله بالطيبة وهم يعيشون قريب منا ولكن سمعت عنه انه كان على علاقة هاتفية مع بعض الفتيات ولكنه ترك هذه العادة بعد ان تقدم لخطبتي

اما الشاب الثاني فهو يعمل في مجال التعليم نفس مجال عملي ومستواه الإقتصادي نفس مستواي الإقتصادي سمعت عن الشاب بأن اخلاقه حسنة وطيب ولكن يسيطر عليه اهله

حيت ان ابوه شديد جدا ويتحكم فيه بشكل ملحوظ وأهله ناس محافظين وهم يعيشون في محافظة غير محافظتي حاولت ان اسأل عنه اكثر فلم اجد الا القليل من المعلومات عنه واهله مستعجلين بالزواج فلجأت الى صلاة الإستخارة ولم اتوصل الى قرار حتى الآن

انا محتارة ومطلوب مني ان اختار واحد من الإثنين واخاف ان اختار واحد منهم واندم حيث اني من النوع الذي يخاف من الفشل في المستقبل واعاني دائماًمن التردد في اتخاذ القرارات خصوصا وان لدي اختا قد تطلقت مرتين ارجوكم اريد مشورتكم بسرعة فأنا احس بالضياع وتشتت الفكر ارجوكم

بسم الله الرحمن الرحيم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد :

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك المستشار , فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ، وكم يسرنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع , ونسأله - جل وعلا - أن يصلح لك أمرك ، وأن يرزقك الصواب في الرأي .. وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون سبب سعادة فى الدنيا والآخرة .
أختي الكريمة .. كنت انتظر منك وأنت تذكرين صفات من تقدم لك أن تتكلمي عن حاله مع ربك .. كيف صلاته .. كيف علاقته بخالقه .. ما يقول الناس عنه في هذا الجانب .. نعم جميل أن يكون وسيم وأن يكون مستوى اجتماعي كبير وراتب كبير .. ولكن المهم من هذا كله كيف هو مع ربه .. فدعينا نراجع لثوابت ديننا وقيسي الأمر بنفسك .

أختي الفاضلة :- لابد أن نؤكد على أن الإسلام حثنا على أن نختار صاحب الدين .. وقد قال صلى الله عليه وسلم :- ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) رواه الترمذي .. فصاحب الدين لا يرد .

وقد نقلت لأحد الأخوات التي أرسلت لي سابقاً صفات صاحب الدين كما وضعها بعض الباحثين .. فقالوا فيها :-
الدين :- وهو أعظم ما ينبغي توفره فيمن ترغبين الزواج به ، فينبغي أن يكون هذا الزوج مسلما ملتزما بشرائع الإسلام كلها في حياته ، وينبغي أن يحرص ولي المرأة على تحري هذا الأمر دون الركون إلى الظاهر ، ومن أعظم ما يُسأل عنه صلاة هذا الرجل ، فمن ضيّع حق الله عز وجل فهو أشد تضييعا لحق من دونه ، والمؤمن لا يظلم زوجته ، فإن أحبّها أكرمها وإن لم يحبها لم يظلمها ولم يُهنها ، وقلَّ وجود ذلك في غير المسلمين الصادقين . قال الله تعالى :- ( وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ) سورة البقرة : 221، وقال تعالى:-( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) سورة الحجرات : 13 ..وقال تعالى :- ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) سورة النور : 26

الأسرة الطيبة :- ويستحب مع الدّين أن يكون من عائلة طيبة ، ونسب معروف ، فإذا تقدم للمرأة رجلان درجتهما في الدين واحدة ، فيُقدَّم صاحب الأسرة الطيبة والعائلة المعروفة بالمحافظة على أمر الله مادام الآخر لا يفضله في الدين لأنّ صلاح أقارب الزوج يسري إلى أولاده وطِيب الأصل والنّسب قد يردع عن كثير من السفاسف ، وصلاح الأب والجدّ ينفع الأولاد والأحفاد ..

المال :- وحسن أن يكون ذا مال يُعفّ به نفسه وأهل بيته ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس رضي الله عنها لما جاءت تستشيره في ثلاثة رجال تقدموا لخطبتها : ( أما معاوية فرجل تَرِب ( أي فقير لا مال له .. ) رواه مسلم 1480 . ولا يشترط أن يكون صاحب تجارة وغنى ، بل يكفي أن يكون له دخْل أو مال يعفّ به نفسه وأهل بيته ويغنيهم عن الناس . وإذا تعارض صاحب المال مع صاحب الدين فيقدّم صاحب الدين على صاحب المال.
ويستحب أن يكون لطيفاً رفيقاً بالنساء :- فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت قيس في الحديث السابق: ( أما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه ) إشارة إلى أنّه يُكثر ضرب النّساء .

ويحسن أن يكون صحيح البدن سليما من العيوب :- كالأمراض ونحوها أو العجز والعقم-

وبعد هذا أختي الكريمة :- أقول لك أيتها الكريمة انظري أيها أقرب لما قلنا يكون اختيارك ..الأقرب لربك .. من يتقى الله فيك ..صاحب الأسرة الطيبة .. أعلاهم دخلاً مادياً .. أكثرهم استقرارا مالياً ونفسياً واجتماعيا .. أكثرهم وسامة .. من رأيته منهم كذلك فتوكلي على من خلقك .. وقبلها بالطبع عليك بالاستخارة .. وسيرزقك خالقك بالصواب في الرأي إن شاء الرحمن .

أما الخوف من الفشل :- فهو أمر طيب يجعلك تتقنين عملك وتتمهلين فى قرارك .. ولكن احذري من أن يوقفك عن الحركة .. احذري ذلك .. نسأل الله عز وجل أن يرزقك الصواب في الرأي .. وأن يرزقك زوجاً صالحاً .

انتظر رسالتك تخبريني بجديدك .. وفقك الله لكل خير .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .