حب الشباب مشكلة تواجه الكثيرين وكل من يواجهها تكثر لديه الاستفسارات عن كيفية التعامل معها وطرق علاجها كونها تبدأ مع سن البلوغ وتصيب النساء والرجال معاً إضافة إلى أنها تعتبر من أكثر مشاكل الجلد شيوعاً بين الشباب وخاصة في سن المراهقة ما يدفعهم للجوء إلى العيادات الجلدية بحثاً عن حل يخلصهم منها.
ويعد حب الشباب أو العد من الأمراض الجلدية الالتهابية المزمنة التي تتصف بظهور البثور في مناطق الجلد الغنية بإفراز الدهن وخاصة الوجه والقسم العلوي من الجذع ومن ضمن الحالات المرضية التي استقبلها قسم الجلدية في مبنى العيادات الشاملة التابع لمديرية صحة السويداء منذ بداية العام الحالي حتى تاريخه 73 مصاباً ومصابة بمرض حب الشباب.
وقال الدكتور كريم البيطار أخصائي أمراض جلدية إن فرط الإفراز الدهني وتقيح فوهات الجريبات الشعرية الدهنية يلعبان دوراً هاماً في حدوث هذه الآفة الجلدية مشيراً إلى وجود عوامل مساعدة في حصول العد منها الوراثية أي عندما يكون المصاب منحدراً من أبوين أصيب أحدهما أو كلاهما بالمرض في شبابه .
وأضاف البيطار أنه من العوامل المساعدة أيضاً الإنتانات الخمجية حيث تصاب فوهات الجريبات الشعرية والحطاطات البثرية بالمكورات العنقودية أو العصيات البربونية إضافة إلى العوامل النفسية التي تزداد أثناء الامتحانات وفي حالات البطالة والفراغ أما العوامل الغذائية فهي غير مؤكدة كعامل إصابة.
وفيما يتعلق بالعوامل الغدية الهرمونية أوضح أخصائي الأمراض الجلدية أن الدراسات الكيميائية أثبتت ترافق العد باضطرابات في هرمونات الأندروجين لدى الرجل والأستروجين والأندروجين لدى المرأة مبيناً أن العد يثور مع كل دورة طمثية لدى الكثير من الفتيات ويحدث في حالات اضطراب المبيض لدى المرأة.
بدورها لفتت الدكتورة مجد أبو علوان أخصائية في أمراض الجلد والتجميل إلى أن العد مشكلة شائعة تشكل نسبة 15 بالمئة من مراجعي العيادات الجلدية وتصيب 85 بالمئة من الشباب وغالباً ما تظهر من سن 15 إلى 20 عاماً وتكون لدى الذكور والإناث بنسبة واحدة تقريبا إلا أن الأشكال الشديدة تصيب الذكور أكثر بـ 10 مرات .
وبينت أبو علوان أنه لوحظ في السنوات الأخيرة شيوع العد عند الكبار فوق 45 سنة مشيرة إلى أن أشكال العد هي العد الشائع الذي يحدث عند البلوغ لدى معظم الناس وتلعب العوامل الوراثية والجراثيم والهرمونات دوراً هاماً فيه وعد حديثي الولادة وينتج بتحريض من الهرمونات الوالدية ويصيب 1 من بين 5 من المواليد ويظهر بعد عدة أيام وحتى 3 أسابيع من الولادة ويتمظهر بحططات على الوجه والعنق ويزول خلال أسابيع تمتد إلى 3 أشهر بدون أن يترك ندبات.
ولفتت إلى أنه يوجد شكل عد الرضيع الذي يظهر بعمر 3 إلى 6 أشهر على شكل زوءان وبثور وقد يترك ندبات حيث يكون لدى الرضع المصابين به استعداد للإصابة بأشكال شديدة من العد أثناء البلوغ أما عد الطفل فهو نادر ويعكس حالة أورام عند الأطفال سواء بالغدة الكظرية أو الغدد الجنسية فيما يكون العد الزؤاني عبارة عن رؤوس بيضاء وسوداء قد يتحول إلى عد حطاطي بثري يبدو من خلال بثور التهابية حمراء قد تشكل عقيدات وكيسات قاسية مؤلمة ويخشى في هذه المرحلة من الندبات.
وبينت الأخصائية أن العد المكبب أكثر أشكال العد شدة ويصيب الذكور أكثر من الإناث وفيه زؤان و بثرات نازفة ومؤلمة قاسية وغالباً ما تترك ندبات بعد الشفاء مشيرة إلى وجود أنواع أخرى من حب الشباب كالمقلوب والخاطف والآلي والسمي الذي يحدث غالباً بسن غير السن المثالي للإصابة وبأسباب محرضة كالزيوت والقطران والمراهم والمكياج إضافة الى العد المداري والصيفي النادر الذي يبدأ في الربيع ويشتد في الصيف والوردي.
وحول علاج حب الشباب أكدت أبو علوان ضرورة مراجعة الطبيب عند الإصابة به بهدف معالجة الإصابة الراهنة والتقليل من معاودتها مستقبلاً وتخفيف الآثار السيئة التي تحصل فيما لو أهملت حالة المريض وأهمها التندبات والتصبغات التي تصيب الوجه.
وأوضحت أبو علوان أنه في الحالات خفيفة الشدة من العد تكفي المعالجة الخارجية بالمراهم والغسولات وقد توصف بعض المراهم ذات الخاصية المضادة للجراثيم كما ينصح بعدم عصر الإصابات أو حكها بالأظافر وتجنب استخدام مواد التجميل التي تزيد الإفراز الدهني.
أما في الحالات الشديدة فيحتاج المريض إلى إعطاء بعض الأدوية عن طريق الفم ويفضل عدم استعمالها إلا بإشراف الطبيب بينما في الحالات المزمنة والمعقدة يتوجب إجراء العمل الجراحي الذي يهدف إلى إفراغ الكيسات واستخراج الزوءان وإخراج الألم من بعض الخراجات الصغيرة وقد تحتاج الندبات التي تلي هذا العمل وفي الوجه خاصة إلى حقن الكولاجين إما موضعيا أو بإجراء عملية تقشير للوجه ليتوقف ظهور حب الشباب.
وأشارت أبو علوان إلى وجود طرق حديثة في المعالجة تتمثل باستخدام المعالجة الكيميائية الضوئية والليزر غير الكاشط مثل الليزر الصباغي النابض 595 نانو مترا.
من جانبه أوضح المرشد النفسي هيثم أبو سعيد أن النقطة المهمة في كيفية التعامل نفسيا مع حب الشباب عند المريض تكمن في ألا يقوم الأشخاص المحيطون به بالإشارة أو بالاستهجان أو السخرية من مشكلته لأن ذلك يشعره بالحرج والانزعاج وأنه منبوذ أو مرفوض من قبل أقرانه وأهله وعليه يجب دعم المريض وتشجيعه لإقناعه بأن العد لا يشكل أساسا في تقييمه.
من جهتها عبرت إحدى المصابات بالعد التي بدأ ظهور حب الشباب عندها في سن 17 عاماً عن سعادتها لتمكنها من معالجة العد خلال فترة قصيرة داعية الشباب إلى تقبل هذه المسألة وعدم الانزعاج منها والسرعة في مراجعة الأطباء المختصين لمعالجتها.
ونصحت مريضة أخرى كانت تعاني من حب شباب واضح لكنها أجرت له علاجا عبر جلسات تقشير طبية بعدم العبث في حب الشباب كون ذلك يترك أثرا ويصعب من عملية العلاج داعية إلى تجنب الخلطات العلاجية التي يتم وصفها من مصادر غير مختصة.