احذروا هذه الأعشاب!
الرياض-
د. جابر بن سالم موسى القحطاني
يُروَّج أحياناً
لبعض الوصفات العشبية غير المدروسة والمقننة من جهة علمية معترف بها، وتلاقي رواجاً
لدى محبي الأعشاب، ولابد من التأكيد في هذا المجال أن مثل هذه الوصفات العشبية قد
تكون ذات خطورة بالغة عليك وعلى خصوبتك فاحذر من تلك الوصفات، وهذا قليل من كثير من
الأمثلة على تلك الوصفات:
وصفات
للشعر
توجد وصفات خاصة
بالشعر مثل بعض الدهانات بعنوان «دهان للشعر - يمنع تساقط الشعر والقشرة والتجعد
ويطول الشعر والتجربة أعظم برهان» هذه الوصفة على هيئة سائل به زيت وهي تركيبة
عشبية لعطار ما، والمشكلة أنه لا أحد يعرف محتويات تلك الوصفة لاسيما أن الشخص الذي
ركّبها ليس لديه أي إلمام علمي بما يحصل من تداخلات دوائية، وحيث إن كثيراً من
الأدوية تمتص عن طريق الجلد فقد تسبب هذه الوصفة العمى لا قدر الله، وربما تسبب
تغييراً في بصيلات الشعر ومخاطر قد لا تتضح إلا بعد عدة أشهر أو بعد سنوات من
استعمال ذلك الدهان، ومن أخطرها سرطان فروة الرأس، وعليه يجب الحذر الشديد من
استخدام مثل تلك الأدوية.
وأخرى
للرجيم والسكر
توجد وصفات عشبية
للتخسيس، وهي عبارة عن خليط غير معروف المحتوى، وإنما هو مسحوق عشبي ويُروَّج كعلاج
للسمنة، ويلقى هذا المستحضر أو تلك المستحضرات رواجاً لدى السيدات خصوصاً، وهذه
الوصفات تستخدم داخلياً وخطورتها بالغة حيث تؤثر على بعض الهرمونات في الجسم، وقد
تحدث تداخلات مع أدوية أخرى وتسبب أضراراً جانبية قد تكون خطيرة، ولاسيما إذا عرفنا
أن من يصنع تلك الوصفات هم أناس غير ملمين بقواعد تركيب وخروج الأدوية، وإنما قرأوا
ذلك من بعض كتب الطب الشعبي التي لا تمت للطريقة العلمية بأي صلة فإني أحذر من تلك
الوصفات.
وجود وصفات على هيئة أقراص أو كبسولات أو محببات أو أعشاب لعلاج السكر أو الضغط أو
لإذابة الدهون الثلاثية أو لخفض الكوليسترول أو لعلاج الكبد الفيروسي أمر خطير،
وهذه المستحضرات لا توجد أي معلومات عنها، فهي مجرد مستحضر مبهم الهوية. وننصح بعدم
استخدام مثل تلك الوصفات التي تلاقي رواجاً كثيراً والتي قد يكون فيها تلف لكبدك.
وثالثة الأثافي وصفة الحربي
يُروَّج حالياً
لوصفة عشبية تسمى «عشبة الحربي» وقد لاقت هذه العشبة رواجاً كبيراً حيث تروج لعلاج
السرطان والفشل الكلوي وارتفاع نسبة السكر في الدم وأمراض أخرى. وقد بدأ الناس
يتداولونها حتى الأصحاء منهم، ونسوا أن تلك العشبة غير معروفة وغير مدروسة وغير
مقننة، وتعتبر مجهولة الهوية فكيف يبالغون في استخدامها لدرجة أنها ترسل هدايا من
منطقة لأخرى. لقد ظهر ترويج لتلك العشبة منذ عشرين عاماً في مصر واستخدمها الناس
بشراهة، لكن ذلك الترويج اختفى بعد ذلك ولم يظهر أي شيء عن تلك العشبة، مع أن
العلماء المصريين يهتمون بدراسة مثل تلك الوصفات . وحالياً فإن هذه العشبة خاضعة
لدراسات مختبرية بكلية الصيدلة للتأكد من مدى صلاحيتها للاستخدام ولمعرفة محتوياتها
الكيميائية وتأثيراتها، وتشير النتائج الأولية إلى وجود بعض المركبات الكيميائية
الضارة ولكننا لا نستطيع الجزم أن هذه العشبة مفيدة أو ضارة إلا بعد الانتهاء من
الدراسة، وعليه فإننا ننصح بعدم استخدام تلك العشبة حتى تصدر نتائج تلك الدراسة.
وأخيراً فلابد من التكرار بالتذكير بعدم استخدام أي وصفة عشبية
مجهولة الهوية، فقد يكون في تلك الوصفة دمار لحياتك