يقف المنتخب الأسترالي الجريح بين
غانا وتكرار سيناريو النسخة السابقة في ألمانيا قبل أربعة أعوام بالتأهل
إلى الدور الثاني من مونديال جنوب أفريقيا 2010، وذلك عندما يواجهها غداً
السبت على ملعب "رويال بافوكنغ ستاديوم" في راستنبرغ في الجولة الثانية من
منافسات المجموعة الرابعة.
وكان المنتخب الغاني بدأ مشواره
في العرس العالمي الأول على الأراضي الأفريقية بتحقيق مفاجأة الفوز على
نظيره الصربي القوي بهدف سجله أسامواه جيان، فيما مني المنتخب الأسترالي
بهزيمة ثقيلة أمام نظيره الألماني برباعية نظيفة ما سيجعله يدخل إلى مباراة
الغد بمعنويات مهزوزة ودون أبرز نجومه تيم كاهيل الذي طرد أمام "مانشافت".
ويأمل منتخب "النجوم السوداء"
أن يستغل الثقة المعدومة في صفوف "سوكيروس" من أجل الخروج بالنقاط الثلاث
التي ستكون كافية لتأهله إلى الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي في
مشاركته الثانية فقط، وذلك شرط عدم فوز صربيا على ألمانيا في المباراة التي
تقام يوم الجمعة. وفي هذه الحالة يتأجل تأهله إلى الجولة الأخيرة.
وكانت غانا المنتخب الوحيد
الأفريقي (من أصل ستة) الذي يخرج من الجولة الأولى فائزاً، وهو يسعى ليكون
رافعاً للواء القارة السمراء في الدور الثاني من بوابة أستراليا التي
يواجهها للمرة الأولى في مسابقة رسمية بعد أن التقاها ودياً في خمس مناسبات
سابقة أولها عام 1995 وآخرها عام 2008 وخرج الأستراليون بالفوز في أربع
مناسبات، مقابل فوز واحد لمنافسيهم، إلا أن ذلك لا يعني الكثير لأن
المباريات الرسمية مختلفة تماماً عن الودية.
ومن المؤكد أن المباراة لن تكون
سهلة على الإطلاق لأن الأستراليين الذين خرجوا عام 2006 من الدور الثاني
على يد إيطاليا بركلة جزاء مشكوك بصحتها، سيقاتلون بشراسة من أجل استعادة
اعتبارهم والمحافظة على آمالهم بعدم انتهاء مشاركتهم الثالثة باكراً.
وأكد هذا الأمر مهاجمها هاري
كيويل الذي بقي على مقاعد الاحتياط في المباراة الأولى، معتبراً أنه لا
يزال بإمكان منتخب بلاده التأهل إلى الدور الثاني، مضيفاً: "لم نقم بجهود
رائعة أمام ألمانيا لكن لا تزال هناك مباراتان وأي شيء قد يحصل في كأس
العالم. جميعنا نشعر بالخيبة وجميعنا رجال ونبقي رأسنا مرفوعاً، سنحاول أن
نقدم أداء أفضل أمام غانا. لا يزال هناك مباراتان وأمامنا الوقت من أجل قلب
الأمور رأساً على عقب".
وأشار لاعب ليفربول الإنكليزي
السابق الذي سيبدأ على الأرجح مباراة غد، إلى أن منتخب بلاده يملك البديل
الذي بإمكانه سد فراغ غياب كاهيل، مضيفاً: "تيم لاعب رائع ومن المخيب أن لا
يكون معنا (ضد غانا). لكننا نملك لاعبين رائعين في فريقنا وبإمكاننا أن
نتعامل مع أي لاعب متوفر أو غير متوفر".
وأضاف: "شخصياً، لا أرى أنه كان
يستحق بطاقة حمراء، والكثير من الأستراليين يوافقوني الرأي على الأرجح،
وربما العديد من الألمان أيضاً، لكن هذه هي كأس العالم والأمور قد تحصل".
وفي الجهة المقابلة، اعتبر
أسامواه جيان أن المنتخب الغاني الحالي أكثر خبرة من ذلك الذي شارك في
نهائيات 2006 وخرج من الدور الثاني على يد البرازيل بثلاثية نظيفة، مضيفاً:
"تعلمنا الكثير من الأشياء ضد البرازيل. أعتقد أن هذه المرة...دخلنا بهدوء
واسترخاء لأننا قمنا بالدرس قبل ذلك، وبالتالي علمنا ما يجب فعله. أعتقد
أن هناك فارقاً كبيراً في هذه المسألة، اكتسبنا بعض الخبرة في كأس العالم".
ورفض جيان أيضاً فكرة أن الضغط
سيتسلل إلى نفوس اللاعبين بعد النتيجة المفاجئة أمام صربيا التي كانت مرشحة
للخروج فائزة من المباراة، مضيفاً: "في 2006 قمنا بعمل جيد، تأهلنا إلى
الدور الثاني، لكن هذه المرة...الغانيون ينتظرون المزيد منا، وبالتالي نريد
أن نتأهل إلى الدور الثاني وسنرى ما سيحصل بعدها."
أما المدرب راييفاتش فأعرب عن
تخوفه من المنتخب الأسترالي لأن الأخير سيحاول أن يقوم برد فعل بعد الخسارة
القاسية أمام ألمانيا، مضيفاً: "إنها الفرصة الأخيرة أمام أستراليا
وسيقدمون كل شيء لديهم. يجب أن نحافظ على تركيزنا وأن نقدم أفضل مستوياتنا.
نعلم أن أستراليا بلد مقاتل. سيفعلون كل شيء من أجل الفوز".
وتابع: "ألمانيا عرفت كيف تسجل
في اللحظات الهامة، ثم حصلت أستراليا على بطاقة حمراء وكان ذلك كافياً لقتل
الحماس والتسبب بالمزيد من الأهداف. باستطاعة أستراليا أن تقدم أداء أفضل
من ذلك".
وأشار المدرب الصربي الذي واجه
بلاده في الجولة الأولى، إنه من المعجبين بكاهيل لكنه أكد أن بإمكان
أستراليا أن تعوض غياب نجم إيفرتون الإنكليزي، مضيفاً: "كاهيل لاعب ممتاز،
لكنهم يملكون أيضاً جوش كينيدي الذي لم يشارك في المباراة الأولى، ومارك
بريتشيانو. قد يلعب هاري كيويل ضدنا أيضاً".
والمباراة هي الرقم 100 لمنتخب
أفريقي في نهائيات كأس العالم.