الإيمان بالكتب التي أنزلها الله تعالى على عباده المرسلين أحد أركان الإيمان الستة التي لا يقوم إيمان العبد إلا بالإيمان بها.
ومن الأدلة على وجوب الإيمان بالكتب قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ (سورة النساء آية: 136).
وقوله تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾ (سورة البقرة آية: 177) .
وأما من السنة فحديث جبريل المشهور حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ) الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأن تؤمن بالقدر خيره وشره (.
والإيمان بالكتب يستلزم عدة أمور منها:
1- الإيمان بأن الكتب المنزلة هي كلام الله تعالى، لا كلام غيره، وأنها وحي منه تعالى أوحاه إلى رسله.
2- الإيمان بما سمى الله تعالى منها كالتوراة والإنجيل والقرآن والزبور.
3- الإيمان بما تضمنته من الأخبار والأوامر والنواهي، وبما اشتملت عليه من الهدى والنور.
4- العمل بما لم ينسخ منها، والرضا، والتسليم به، سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها.
وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم، قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ (سورة المائدة آية: 48) .
أي حاكما عليه، وعلى هذا فلا يجوز العمل بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا بما أقر وأمر به القرآن.